صادق أسود |
مسرحية شبح الجهل
مسرحية أطفال
شبح الجهل
تـأليف وإخراج: صادق أسود صادق أسود
1"مشهد التحدي"
شعلة العلم: "تبدو إحداهن تصارع الظلام وتتقدم بجهد
غير منقطع" ما هذا؟ ما هذا الظلامُ الدامسْ؟ أشعُرُ بالخوفِ على
نفسي وعلى أبناءِ وطني، يا ربْ، يا ربي أنقذني من هولِ هذا الأمر، يا ربْ، لا بدَّ
وأن أجتازَ هذهِ العاصفةَ التي تتجهُ نحوي، لا بدَّ أن ألتقي أطفالَ وطني لأُمسكَ
بأيديهمْ وأعطيَهم شُعلةَ العلمْ
شبح الجهل: "يدخل شبح الجهل يرتدي عباءة سوداء
مخيفة ولا يبدو منه إلا صوته" لا يُمكنُ أن تتقدَّمي أكثرْ، لقد تعبتُ
كثيراً حتى نِلتُ من وطنِكمْ وأبناءِ وطنِكمْ، لا يمكنُ أن يضيعَ تعبي سُدى،
فالجهلُ سيسيطرْ والعِلمُ سيتلاشى، والمحبةُ ستضمحلّْ، ولن تجدي يا فتاةُ مكاناً
للنورِ أو للعلمِ في هذا الوطنِ الذي باتَ مُلكي، بجهلِهِ وجَهًلتِهِ
شعلة العلم: "بخوف" منْ أنتْ؟ من ذا الذي يتحدثْ؟
شبح الجهل: أنا الجَهلُ الذي ذاعَ سيطيْ في أركانِ الدُنيا
شعلة العلم: "بتعجب" ومتى كانَ للجَهلِ صوتْ؟
شبح الجهل: "ضاحكا" يُصبحُ للجهلِ صوتٌ حينَ تُدمَرُ المدارسْ، وتنزَحُ
الأطفالْ عن مُدُنِها وبيوتِها، يصبحُ للجهلِ صوتْ، حينَ تنهارُ القيمْ، وتنتشرُ
الأخطاءُ والهَفواتْ
شعلة العلم: لا يهمني من أنتَ ومن تكونْ، فأنا سأُتابعُ
طريقي
شبح الجهل: كونكِ تحملينَ شعلةَ العلمِ فهذا لا يعني
أنكِ قادرةٌ على العبورِ إلى المستقبلْ
شعلة العلم: "بتحدي بالغ" سأعبرُ إلى المستقبلْ، وسألتقي بأبناءِ وطني
وأعلمُهمْ
شبح الجهل: "بغضب" وهلْ تجرئينَ على التحدي يا فتاةْ؟
شعلة العلم: نعم أجرؤ على التحديْ
شبح الجهل: "يقهقه ساخرا" وبماذا ستستعينينْ؟
شعلة العلم: أستعينُ بالمبادئْ
شبح الجهل: "يقهقه بصوت مرعب" ما عادِ في وطنِكم مبادئُ لتستعيني بها
شعلة العلم: بل لا تزالُ المبادئُ موجودةً ولا يزالُ
هناك متسعٌ من الوقتِ لإنقاذٍ أطفالِنا من الجهلِ الذي ينشرُهُ أتباعُك
شبح الجهل: أنتِ مصرةٌ على التحدي إذاً
شعلة العلم: نعمْ
شبح الجهل: وماذا لو خسرتِ الرهانْ؟
شعلة العلم: أقسمُ إني لنْ أخسرْ، فأنا مؤمنةٌ بأبناءِ
وطني، وأعلمُ أنَّ أطفالَ وطني ينتظرونَ العلمَ بلهفةْ
شبح الجهل: وماذا لو خسرتِ الرهانْ؟
شعلة العلم: لنْ أخسرَ الرهانْ، وسأقفُ مع أطفالِ وطني
هنا وفي كلَّ الساحاتِ لنُقاتلَ الجهلَ الذي تنشُرهْ، وستفرُّ أنتَ وأتباعكَ إلى
غيرِ رجعةْ
شبح الجهل: وماذا لو خسرتِ الرهان؟
شعلة العلم: ما دامَ هناكَ طفلٌ سوريْ، لم تعبثْ بهِ
أياديكُمُ الشريرةْ، فإننا سننجَحُ ونتفوقْ
شبح الجهل: اسمعي يا فتاةْ، قد سألتكِ ثلاثاً فأجبتِني
ثلاثا، وأنا سأنتظرُكِ ثلاثا، فإن نجحتِ سأرحَلُ بعيداً ولن أعودَ إلى هذهِ البلادْ،
وإن فشلتِ
شعلة العلم: ماذا ستفعلُ في هذه الحالْ؟
شبح الجهل: سأفرضُ قيوداً على دخولكِ هذهِ البلادْ،
فما رأيُكِ بهذه الصفقةِ الشريفةْ؟
شعلة العلم: "بسخرية وقهقهة" شريفةْ، ومن شبحِ الجهلْ، اسمعْ أيها الشبحْ،
أنا عازمةٌ على المضيّ قُدُما رَغماً عنْ أَنفكَ ولنْ أتراجعْ، أما أنتَ فافعلْ ما
يحلو لكَ وحين أنتصرُ بالعلمِ ستزولُ للأبد مُكرَهاً ولستَ مُخَيَّرا
شبح الجهل: سأُمهلكِ ثلاث فلا تتعجلي "يخرج غاضباً"
شعلة العلم: "تحادث نفسها برعب" ماذا يقصدُ بثلاثْ؟، هل هي ثلاثُ أيامٍ أم
ثلاثُ أشهرٍ أم هي ثلاثُ أعوامْ، أم هي ثلاثُ مواجهاتِ ستدور بينَنا، لا يُهمني
الجهلُ وما تنطِقُ بهِ أشباحُهْ، لكن .... عليَّ ألا أستهينَ بقوةِ عدوي، فالجهلُ
اليومَ في أقوى حالاتِهْ، على أنْ أمضيَ ولا أستسلمْ فأطفالُ سوريا يستحقوَّنَ أن
يُفنيَ المرءُ عمرَهُ فداءً لهمْ "تهم في المغادرة"
بصيص النور: "تدخل تحمل مصباحا ناعسا وتتحدث بصوت هامس" انتظريْ يا شعلةَ العلمْ، انتظري
شعلة العلم: من أنتِ وماذا تريدينْ؟
بصيص النور: أنا بصيصُ النورْ
شعلة العلم: ولماذا ضوءكِ خافتاً هكذا، كانَ عليكِ أن
تنيري الدروبَ وتنيري المستقبلْ
بصيص النور: أصبحتُ خجلةً أمامَ الظلام الذي انتشرَ ولم
أعدْ أجرؤُ على الإنارةِ والإضاءةْ
شعلة العلم: هل تعلمينَ أنَّ خجلَكَم هذا هو إحدى أسبابِ
الظلامِ والجهلِ الذي سيطرَ على مواقعَ كثيرةٍ في وطنِنا
بصيص النور: "بانكسار" أعلمْ يا شعلة العلم، أعلمْ
شعلة العلم: وهل تعلمينَ أنَّ جيلاً بأكملهِ قد يَضيعُ
بسببِ تخاذلِنا وصمتِنا وضعفِنا
بصيص النور: "بانكسار" أعلمْ يا شعلة العلم، أعلمْ
شعلة العلم: وهل تعلمين أننا أضعنا علما وحضارة
بصيص النور: أعلم يا شعلة العلم، أعلمْ لكنني مطوقة
بغيلانْ، تمنعُ انبعاثَ ضَوئي
شعلة العلم: وماذا ستقولينَ للأجيالِ القادمة؟، هل تعلمينَ
أنه يحق للأجيالِ القادمةِ محاسبتُكْ؟
بصيص النور: سأشرحُ لهمْ ظروفي
شعلة العلم: وهل تعتقدينَ انَّ الأجيالَ القادمةَ ستسامحُكْ،
أو تغفرُ لك تقاعسَك، هذا إنْ غفر أطفال اليوم وسامحوا
بصيص النور: طبعاً لن يسامحوا، لكنهم أطفالٌ طيبون بريئونْ
شعلة العلم: ماذا تريدينَ منيَ الآنْ؟
بصيص النور: أريدُ أنْ أرافقَكِ في مشوارِكِ، وأن نمضي
معا في صِراعِ الجَهلْ
شعلة العلم: معا "تفكر" لا مانعَ لديّْ، بشرطٍ واحدْ
بصيص النور: "بحزن" شرطْ؟، ما هو؟
شعلة العلم: بشرط ألا تنعسي أكثر، وأن تضيئي الدروبَ من
جديد
بصيص النور: سأعملُ على هذا، إن توحدت قوانا
شعلة العلم: ولكن علينا أن نفترقَ الآنْ، علينا أنْ
نفتشَ في كلَّ مكانْ عن أطفالِ الوطنْ لَيزرع كلٌ منا في أنفسِهم أملاً يقويهمْ
ويعيُنهم على تلمسِ النورِ والعلمْ
بصيص النور: "بحزن" لن أرافقَكِ إذا؟
شعلة العلم: لن ترافقيني، لكننا سنلتقي، فهناكَ الكثيرُ
من نقاطِ التلاقي التي بيننا والتي علينا العملُ عليها
بصيص النور: حسناً حسناً، اتفقنا، الوداعْ "تغادر"
شعلة العلم: بل إلى لقاءٍ قريبْ "وهي تهرع لتغادر"
طفل2: "يدخل للمسرح" بسكويت بسكويت
طفل1: خمس قطع بسكويت بليرة
طفل2: بسكويت بسكويت
طفل1: خمس قطع بسكويت بليرة
شبح الجهل: "يدنو شبح الجهل منهم بتباهي مفرط" قواكمُ اللهُ يا أبطالْ
طفل1: وقواكَ أيها الشبحْ
شبح الجهل: "يحادث الطفل2" ولماذا لم تدعُ لي أيُّها الصغيرْ؟
طفل2: لأني لا أريد لك أن تسيطرَ ولا أريدُ لجميعِ
أطفالِ سوريا أن يسيروا في الشوارع متسولينْ
شبح الجهل: "متوددا له" يا طفليَ العزيزْ، عيبٌ أن تتحدثَ بهذهِ
الطريقةِ معَ منْ يسعى لمصلحتِكْ
طفل2: "باكيا" وهل مصلحتي في التسولْ؟
شبح الجهل: ما تقومُ بهِ ليسَ تسولاً بل هو عملْ، عملٌ
تجني ثمارَه ليراتٍ كثيرةْ
طفل1: "يساهم في عملية الاقناع" وبالمالِ الذي نجنيهِ يمكنُنا أن نفعلَ
الكثيرْ، يمكنُنا أن نشتريَ السجائرْ وأن نْنفقَ على كثيرٍ من الأمورِ التي لا
يمكنُ لسِوَانا الانفاقُ عليها
شبح الجهل: "يدنو من الطفل1" تعجبني أفكارُكَ أيَّها الطفلْ، عليكَ أن
تنشرَ هذه الأفكارَ في كلَّ مكانْ
طفل2: أما أنا، فأريدُ أن أجمعَ النقودَ كي أتعلمْ
شبح الجهل: يا ويلتاه، تتعلمْ؟ وماذا سينفعُك العلمْ؟
ألا ترى كيفَ يعملُ كلَّ المتعلمينَ في مِهَنٍ لا تمُتَ لعلمِهم بصلةْ، بعدَما هجرْنا
منْ وطنِنا
طفل2: أرى
طفل1: العلمَ لا نفعَ منه، أما المالُ الذي نجنيهِ
ففيهِ كلُّ النفعْ
طفل3: "يدخل مع طفل4 مسرعا" هيا فقدْ تأخرْنا عن المدرسة، هيا فلنسرع
أكثر "يغادران"
طفل2: "ينظر إليهما بحرقة ويسير باتجاههما دون
أن يلفظ أي كلمة فيدنو منه شبح الجهل"
شبح الجهل: هل تعلمُ أنَّ هؤلاءِ الأطفالَ لا يملكونَ
ما تملكُ أنتَ من مالْ؟
طفل2: بلْ همْ يملكونَ مالا يُقدرُ بالمالْ، يملكون
العلمْ
شبح الجهل: وما نفعُ العلم إذا كانتِ الجيوبُ فارغة؟
طفل1: هيا يا صديقي، عليكَ أن تعملَ بجدٍ فسنذهبُ
غداً إلى مدينة الملاهي ونحتاجُ الكثيرَ من النقودْ
شبح الجهل: وعليكمْ، أن تتلمسوا عطفَ الناسِ هناكْ،
وألا تنفقوا المالْ، بل أنْ تلعبوا وتلهوا على نفقةِ الآخرينْ، وهنا تكمُنُ المتعة
طفل2: ولماذا نجمعُ المالَ إذاً؟
شبح الجهل: كي ننفقَهُ على مالا يمكُننا أن نتسَولًه،
كالدَّخان والمُسكِراتِ وما شابَه من أشياء
شعلة العلم: "تدخل متلصصة وتقف بجانب الطفل1" مرحبا يا فتى
طفل1: أهلاً يا خالةْ، خمسُ قِطعِ بسكويتٍ بليرَة
"بتوسل" اشتري مني أرجوكِ
شعلة العلم: وكم قطعةً أنالُ بخمسِ ليراتْ؟
طفل1: "متلعثما" بخمسِ ليراتٍ تنالينَ "يحاول أن يجري عملية حسابية بيده" تنالينَ خمسَ خمساتْ
شعلة العلم: ألا تعلمُ ما جمعُ خمس الخمساتِ؟
طفل1: أعلمُ أنها تدرُّ لي أرباحاً وفيرةً وهذا
يكفي
شبح الجهل: "يدنو من شعلة العلم بكل غيظ
ويهددها" ابتعدي من هنا يا شعلةَ العلمِ فهؤلاءِ الأطفالُ مِن
أتباعي
شعلة العلم: "وهي تسخر منه" هذا واضحٌ جداً، فالجهلُ يسيطرُ عليهمْ
طفل2: "فرحا بها يدنو إليها" هل حقا أنتِ شعلةُ العلمْ؟
شعلة العلم: "تحضن الطفل بمحبة وعطف" نعم أنا شعلةُ العلمْ
طفل2: خذيني معكِ، فأنا لا أريدُ أنْ أتسولَ في
الطرقاتْ، الكلُّ ينهرُني، ومن يشترِي مني يشتري مني كحسنة وصدقة وليس له رغبةٌ
بما أبيعْ
شبح الجهل: "يسحب الطفل إليه ويحاول اقناعه" هنا تكمن لذة ما نقوم به
شعلة العلم: بل هنا تكمنُ سخافةُ ما نفعلُهُ بحقَّ
أطفالِنا، ألا تحزنُ لما يخرجُ عليهِ أطفالُنا من صورةٍ غيرِ لائقةٍ وغير حضاريةٍ
أمامَ الشعبِ الذي استضافَنا
طفل1: "باستهتار مفرط" نحن لاجئون
شعلة العلم: "بصوت عالي ومستنكر" لاجئون لا جاهلونْ "تعيد كلماتها بهدوء وهي تتم" لاجئون ولسنا جاهلينْ، وعليك أن تعلمَ هذا
وأنْ تعملَ على توضيحِ هذه الصورةِ للآخرينْ
طفل1: لكننا بحاجةٍ للمال "شبح الجهل يتحرك متباهيا بالطفل1"
شعلة العلم: نحنُ نحتاجُ العلمَ أكثرَ من حاجتنا لأيَّ
شيءٍ آخر
شبح الجهل: وماذا سيأكلُ هؤلاء الأطفالُ وأينَ سيعيشونْ؟
شعلة العلم: هناكَ مَن جَّهزَ لهم مدارسَ ودورَ سكنٍ
ويفتشُ عنهم وعن ذويهمْ
شبح الجهل: هؤلاءُ الأطفالُ أباةٌ كرامٌ لا يريدونَ أن
يتصدَّقَ عليهمْ أي كان بمدرسةٍ ومأوى
شعلة العلم: وهل التصدقُ عليهِمْ ببعضِ القروشِ أفضلْ؟
طفل2: "يدنو من شعلة العلم ويمسك بها" خذيني معكِ يا خالةْ فأنا أريدُ أنْ أتعلمْ
طفل1: "يدنو من الطفل2 ويعود به" لن تذهبَ معَها لأيَّ مكانْ، نحن مكانُنا
هنا
شبح الجهل: "يصفق فرحا" هذا صحيحْ
شعلة العلم: "تدنو من الطفل1 وتجثو أمامه وهي
تسأله" وكيفَ ستقرأُ القرآنْ؟ كيف ستصليْ؟ كيفَ ستكونُ أبا ذاتَ يومٍ طالما
اعتبرتَ مكانك هذا الشارعْ
شبح الجهل: الدينُ لا يحتاجُ للدراسةِ والدروسِ فكفّيْ
عنا
شعلة العلم: بلْ هو الذي يحتاجُ للعلمِ والدروسِ، ومسلمٌ
متعلمٌ خيرٌ من مسلمٍ جاهلْ
شبح الجهل: "يدنو منها ويرفع يده لضربها" إني أحذركِ يا شعلةَ العلم
شعلة العلم: "ترفع يدها لضربه في حركة مشابهة أو ردة
فعل طبيعية" وأنا أحذركَ يا شبحَ الجهلْ
طفل2: "يدنو من شعلة العلم ويمسك بها من
جديد" خذيني معكِ يا خالةْ فأنا أريدُ أنْ أتعلمْ، أريدُ أنْ أتعلمَ القراءةَ
والحسابْ، وأنْ أتعلمَ ديني على أُسسٍ سليمةْ
طفل1: "يحادث الطفل2 دون أن يسحبه باتجاهه هذه
المرة" هل ستتركُني وحدي؟
طفل2: تعالَ معي
شبح الجهل: ولمَنْ سنتركُ الساحاتِ والشوارعْ، ومَنْ
سيكسِبُ المالَ وينفقُهُ دونَ حسبانْ، لا تذهبوا معها فهي مخادعةْ
شعلة العلم: "تتقدم باتجاهه تذكره بقول الله
تعالى" اقرأ باسمِ ربكَ الذي خلقْ، خلقَ الانسانَ من علق "شبح الجهل الذي يتراجع للخلف ويقع أرضا
أمامها" اقرأ وربُك الأكرمُ الذي علّمَ بالقلمْ، علَّم الانسانَ مالمْ يعلمْ
شبح الجهل: سأنسحِبُ من هنا يا شعلةَ العلمْ، لكنْ عليكِ
ألا تنسي فإن لقاءنا قريبٌ وسأنتصِرُ أنا
شعلة العلم:
شبح الجهل: حسنا يا شعلةَ الظلامِ فلنرَ "يغادر غاضبا"
شعلة العلم: "تلحق به" أقسمُ أنكَ ستغادرُ كلَّ مكانٍ يوجَدُ فيهِ
هؤلاء الأطفالُ "تعود وتقف بين الطفلان" هؤلاءِ الأطفالْ الذينَ كانوا ضحايا دمارٍ
حلَّ بمدارسِهم لينتهوا إلى لقمةٍ سائغةٍ بين فكي الجهلْ، أقسم بالله أننا سننتصرْ
"ســــــــــــــــــــــــتار"
2 "مشهد الدار"
"المسرح يدل على غرفة في دار، والأولاد
الثلاث يجلسون على الأرض ينتظرون الطعام، تدخل الأم ليفاجئوا بخلو يديها"
الطفل5: أينَ الطعامُ يا أمي فأنا جائعْ
الأم: صبراً يا بنيَّ فالطعامُ لم ينضَجْ بعدْ
الطفل6: "معاتبا بصوت منهك وخافت" هل لدينا طعامٌ بالفعلْ، أم إننا سننتظرُ
الطعامَ حتى ننعَسَ فننامْ
الأم: "تتحدث كاذبة" لا هناكَ طعامٌ بالفعلْ "تجلس بين أبنائها"
الطفل7: أمي، أريدُ أن أحادثَكِ بأمرْ
الأم: تفضل يا بنيْ
الطفل7: أريدُ أنْ أعملْ
الطفل6: وأنا أريدُ أن أعملَ أيضاً
الأم: العملُ عبادةْ، ومن لا يعملْ لا يعرفِ
السعادةْ، لكنكمْ صغارٌ على العملْ، أنا أريدُ أن أرسلَكم إلى المدارس
الطفل7: نحنُ لمْ نعدْ صغاراً يا أمي، لماذا تُصرينَ
على مُعاملتِنا على أننا صغارْ
الطفل5: "وهو يضع يديه على بطنه ويبدو على وجهه
الألم" أينَ الطعامُ يا أمي فأنا جائعْ؟
الطفل6: علينا ألا نسمَحَ لأحدٍ بأنْ ينظُرَ إلينا
على أننا فقراءْ، يجب أن نعملَ يا أميْ
الأم: وهل الفقرُ شيءٌ معيبْ، ليسَ هناك ما يعيبُ
المرءَ إلا الجهلْ
الطفل6: بل الفقرُ هو ما يعيبْ
الأم: يا أحبتي، إن لنا في رسولِ اللهِ قدوةً
حسنةْ، ولنا في صُحبتهِ من بعدِهِ أثر، قد عاش رسولنا الكريم يتيماً وفقيراً
الطفل7: لكنه كانَ يعمل، وكان يرعى الأغنامْ
الأم: نعم، عمل على رعايةِ الأغنامِ إلى أن أتاهُ
أمرُ رَّبهِ بالقراءةِ والعلمِ وبلَّغَ الرسالةْ، فعمِلَ على تعليمِ أمةٍ بأكملِها
الطفل5: أينَ الطعامُ يا أمي فأنا جائعْ؟
شبح الجهل: "يدخل متخفيا ويدنو من الطفل5" عليكَ أن تصيحَ بصوتٍ عالٍ وأن ترفضَ الانتظارْ،
اذهبْ إلى الشارعِ واعملْ في بيعِ البسكويتِ أو أيَّ شيءٍ وستجري النقودُ في يدِكَ
بكل يُسرْ
الطفل7: "يحادث والدته" ألا يمكنُنا أنْ ندرسَ ونعملَ يا أمي؟
الأم: طبعاً، ولكنْ شرطَ أن ندرسَ أولا
شبح الجهل: لا تصغِ إليها، اعمل أولا، وعندئذ سترى أن
النقودَ ستغنيك عن الدراسةْ
الطفل6: وهل نستطيعُ أن ننظمَ وقتَنا ما بينَ
الدروسِ والعملِ يا أماهْ
شبح الجهل: انزلْ إلى الشارع واكسَبِ المالَ وسترى أنك
ستستَغني عن تنظيمِ الوقتِ وتريحُ رأسَكَ الصغيرَ هذا من كل هذه الأوجاعْ
الطفل6: نعم يا أمي، سأنزِلُ إلى الشارع وأعمل
الأم: إذا أردتَ العمل فلا ينبغي عليك النزولُ
للساحاتِ والشوارعْ، عليكَ اختيارُ مهنةٍ لتمتهِنَها
شبح الجهل: لا تُعرها اهتماماً، ولا تتعلم مِهنة، هذا
العملُ دخلُهُ قليلٌ جدا
الطفل6: نعم يا أمي، هذا العملُ دخلُهُ قليلٌ وأنا
أريدْ
بصيص النور: "تدخل من الطرف الآخر وتخاطب شبح
الجهل" أنتَ هنا يا شبحَ الجهلْ؟
شبح الجهل: من أنتِ؟ وماذا تفعلينَ هنا؟
بصيص النور: أنا بصيصُ النورْ، وقد وحدنا قوانا أنا
وشعلةُ العلم ضدَّ جهلكْ
شبح الجهل: هاقد تمكنتُ من الأطفالِ وزرعتُ في رؤوسِهم
ما أريد، فأرني ما النفع من وحدتكَ مع شعلةِ العلمِ، يا بصيصَ النور
بصيص النور: لن تتمكنَ من الأطفالِ طالما أنا على قيد
الحياةْ
شبح الجهل: تابعي الحوار وسترينَ ذلك بنفسِكْ
الطفل5: "وهو يضع يديه على بطنه ويبدو على وجهه
الألم" أين الطعامُ يا أمي فأنا جائع؟
بصيص النور: "تدنو من الطفل5 وتخاطبه" اِحمَدْ ربَّك يا فتى أنك جائعٌ ولستَ جاهل
الطفل5: أفضل أن أملأ بطني بما لذَ وطاب، على أن
أحشوَ رأسي بالقراءةِ والحساب
الأم: "باستنكار شديد" ماذا تقولُ يا بني؟
الطفل7: أحسُ أنه لفظَ ما بداخلي
الطفل6: وما بداخلي أيضا
شبح الجهل: هيا يا بصيصَ النور، عودي أدراجَكِ فقد
انتصرتُ هنا، وأخبري شعلةَ العلم ألا تقارعني في مكانٍ آخر فالغلبةُ دائما لي
الأم: "تحادث أولادها بحزن بالغ" ولمن سنترُكُ وطنَنا، على من تريدونَ أن
نعول في إعمارِه إذا، اسمعوني جيدا، لقد احتملتُ ما احتملتُ من قسوةِ الحياةِ كي
أراكم بناةَ الوطنِ وأفتخرَ بكم فإياكم وتكرارَ ما قلتم
بصيص النور: "تدنو من الأطفال" انظروا للغدِ البعيد، انظروا لمستقبلكم
ومستقبل وطنكم ولا تنسوا ماضيَكم وحضارتَكم
الطفل7: وماذا تريدينَ أن نتذكرْ؟ هل نتذكرُ مدارسًنا
التي قُصِفت مَثَلاً
الطفل6: أم تريدينَ أن نتذكرَ جوامعنا وبيوتَنا
التي هًدمت
بصيص النور: بل اذكروا، أنَّ الحضارةَ الأوربيةَ، لم
تنهضْ إلا بعدَ أن تُرجِمَتْ إليها كتبُ ابنِ سينا، والفارابي، وابنِ خلدونْ،
وسواهم من عمالقةِ العربْ
الأم: سأنهضُ لِأعِدَ الطعام، أما أنتم فعليكُم
أن تعلموا أن ما قلتمُوهُ اليومَ عن العملِ مرفوضٌ مالمْ تتعلموا وتدرسُوا
شبح الجهل: "يدنو من الأطفال هامسا" لا طعامَ لديها صدقوني
بصيص النور: "تحادث الأم" حقا انكِ أم مثالية
الأم: البطنُ الفارغُ لا يعيرُ للعلمِ اهتماماً
وهذا ما يُحزِنُني
بصيص النور: لا بد وأن الفجرَ سيطلعُ يوما، ولا بد وأنَّ
شرفاءَ الوطنِ سيعتنونَ بكِ وبأطفالكِ فلا تقلقي، وقد يطرقُ بابكِ في أي لحظة من
يهتمَ بكِ وبهم فلا تحزني
الأم: "بحزن وانكسار" أأمُل ذلك " تربت على كتف بصيص النور ثم تغادر"
شبح الجهل: "يتابع حديثه مع الأطفال" وكما قلت لكم، الدراهمُ كالمراهم، فدعوا
عنكم الدروسً ووجعَ الرأسْ
بصيص النور: "تعود للأطفال وتقف في جانب شبح الجهل
تحادثهم" هل راقبتم يوما بزوغَ الفجرِ يا أطفالي؟
الطفل6: بالطبع
بصيص النور: وهل تنبهتُم أن الفجرَ يبدأ بخيوطٍ بيضاء
وسرعانَ ما ينتشر ويعمُّ النورُ أركانَ الدنيا
الطفل7: "ساخرا" وماذا بعد؟
بصيص النور: عليكم أن تعلموا أن الفجرَ سيطلُعُ مهما
طال الليلْ
شبح الجهل: وكيف تريدينَنا أن نُمضي الليل، جياعاً "يدفع بصيص النور ليبعدها" امضي من هنا فغدا ستنزل هذه الأطفالُ إلى الشوارعِ
لتملأها صِياحا وستُتركُ المدارسَ خاوية
بصيص النور: "تدفع شبح الجهل بالقوة على غرار ما فعل
بها" بل ستملأُ المدارس وستبقى الساحاتَ والشوارعُ خاويةً منهم
شبح الجهل: قد اتخذتِ الأطفالُ قرارَها فلا تعذبي نفسَك
"يجلس وسط الأطفال كإمبراطور يتربع عرشا"
بصيص النور: "تدنو من الأطفال وتنحني أمامهم
تستعطفهم" هل ستُغضِبون الله وتعصونَه، وهو القائل جل من قائل:
اقرأ باسم ربك الذي خلق، هل ستغضبون والدتكم وتعصُون أمرَها وتعصُون أَمرَ الله
الذي حثكم على طاعتها
شبح الجهل: قد اتخذت الأطفال قرارها فلا تعذبن نفسك،
بلغوها قراركم يا أولاد
الطفل5: "وهو يضع يديه على بطنه ويبدو على وجهه
الألم" أين الطعامُ يا أمي فأنا جائع؟
شبح الجهل: غدا في الساحة ستتقاضون المالَ من الناس
وستشترونَ كلَّ ما تريدونَ وتأكلونَ ما تتمنَّون
بصيص النور: وستعيشون بلا كرامة
شبح الجهل: "بصوت عالي" وأين الكرامةُ في هذا الفقرِ أين؟
بصيص النور: قد تتبدل بنا وبهم الحال ذاتَ يوم وسيكفيهمُ
الله الذي خلقَهم، أما إذا نزلوا إلى الشارع فلا من منجدٍ لهم من التسول سوى الجهلِ
الذي أنتَ سيده
شبح الجهل: قد اتخذت الأطفال قرارها فلا تعذبي نفسَك،
بلغوها قرارَكم يا أولاد
الطفل7: أنا سأذهبُ للنومِ فلديَّ مدرسةٌ غداً "شبح الجهل يفاجئ"
بصيص النور: "تصفق فرحة" رائع ما تفكرُ به أيها الفتى
الطفل6: وأنا لن أرضى أن يتسول الطفلُ السوريُّ في
الشوارعِ وسأبدأُ بمكافحةِ هذه الظاهرة، من أفكاري
بصيص النور: "تصفق فرحة" رائعٌ جدا "تتحرك باتجاه الطفل5 وتسأله" وماذا عنك أيها الجائع؟
الطفل5: "يضع يديه على بطنه ويبدو عليه
الألم" سأعتبر نفسي صائماً وسأعتاد على هذا "شبح الجهل يفاجئ"
بصيص النور: "بفرح بالغ" رائعون
شبح الجهل: بل أنتم كسالى، هذه الأنثى لا تفكرُ بصالحِكم،
تريد أن تكسِبَ مني الرهان وكفى
الأم: "تدخل فرحة تحمل أطباقا" هيا يا أطفالْ، فالطعامُ جاهزْ، هيا كي
تتناولوا الطعام وتنامو كي تنهضوا إلى مدارسكم بكل نشاط
شبح الجهل: لا تصدقوها فهي كاذبة، لا وجودَ للطعام في
البيت
بصيص النور: "تدنو من الأم وتسألها بصوت خافت" هل هذا طعامٌ حقيقي؟
الأم: قد طرق باب منزلنا محبٌ للخير لا يريد
لأطفالِنا أن تنزلَ إلى الساحات والشوارع يحمل لنا بعض الطعام
شبح الجهل: "يحادث الأم وهو يتلعثم يريد التشكيك
بالرجل ونزاهته" لابد وأن لهذا الرجل هدف ما يريد تحقيقه
الأم: أليس مرضاةُ الله ورسولِه هدفاً علينا
تحقيقُه "تتحرك باتجاه أطفالها"
بصيص النور: هيا يا شبحَ الجهل، ارحلْ فلا نريدُ أن نراك
بيننا مرة أخرى
شبح الجهل: سيكونً بيننا نِزالٌ آخر في مكانٍ آخر
وسأنتصر في النهاية "يتحرك ليمين المسرح كي يغادر"
بصيص النور: سيكونُ بيننا نزال آخر في مكان آخر وستنتصر
هذه الأطفال في النهاية "تشير إلى الأطفال وأمهم في وسط المسرح"
"ســــــــــــــــــــــــتار"
3 "مشهد السوق"
"الستار مغلق يدخل رجل إلى المسرح معه
أركيلة وكرسي يضعهم ويبدأ بشرب الأركيلة"
الطفل8: "يدخل منكسرا ويدنو من البائع على
استحياء" مرحبا يا عم
البائع: أهلا
الطفل8: هل أجدُ لديك فرصةَ عمل؟
البائع: نحن لا نشغلُ أطفالاً فهذا ممنوع "يشير
له بالانصراف"
الطفل8: والجوعُ والتسولُ أليسا ممنوعين أيضاً؟
البائع: لم أفهم
الطفل8: أقصِدُ أنني إن لم أعمل فسيكونُ مصيري
التسولَ في الساحاتِ والشوارعِ باحثاً عمن يتصدقُ علي
البائع: ولماذا تتسولُ ما الذي يرغِمُك على هذا
الطفل8: الجوعُ والعوَز
شبح الجهل: "يدنو خلسة ويقف خلف البائع ويهمس
في أذنه" دعهُ يتسولُ في الطرقاتِ ولا ترمِ نفسَكَ تحت الملاحقةِ
القانونيةِ فتشغيلُ الأطفالِ ممنوع
البائع: لكنه جائعٌ ومحتاجْ
شبح الجهل: تصدق عليه ببعض القروشِ كي تشجعَه على
النزولِ للساحات، هيا تصدَّق عليه وابتعد عن المسؤولية، فليس هناك من يعاقبُك على
هذا
الطفل8: "يعود للحوار" ماذا قلتَ يا عم؟
شبح الجهل: لا تجعله يستدرُ عطفَكَ، ابعده عنك، هيا
البائع: "يشير للطفل بالابتعاد" هيا مِن هنا يا بني، فلديَّ عملٌ أريدُ أن
أنجزَهُ، فأبي شيخٌ مريض ووجبَ علي زيارتُه والاطمئنانُ عليه
شبح الجهل: "مبتهجا" أحسنتَ
فعلاً، فهو لن يجِدَ عملاً
الطفل8: "يبتعد عن البائع قليلا" حسناً، سأرتاحُ هنا قليلاً ثم أتابعُ
التفتيشَ عن عملْ "يجلس جانبا"
بصيص النور: "تدخل وتحادث شبح الجهل" إذاً فأنتَ هنا يا شبحَ الجهل؟
شبح الجهل: إياكَ والاقترابَ من هنا، فقد باتَ هذا
الرجُلُ طوعَ يميني
بصيص النور: "تحادث البائع" أيها الرجلُ الطيب، ألم يقلْ رسولُنا الكريمُ
داووا مرضاكم بالصدقة
البائع: حسنا "يخرج مالا من جيبه"
تريدين أن أتصدقَ على هذا الطفلِ إذاً
بصيص النور: أريدُك أن تتصدق بما يكُفلُ له حياةً كريمةً
وليس بتشجيعِهِ على التسول
البائع: لكنَّ تشغيلَ الأطفالِ ممنوعٌ، هل تعلمينَ
هذا؟
شبح الجهل: "ساخرا" ممنوع، هل
تعلمينَ هذا؟
بصيص النور: "تحادث البائع" وأنا لا أريدُ لهذا الطفلِ أن يعملَ، أريدُه
أن يدرس
البائع: "محتجا" وما دخلي أنا بكلِ هذا؟
بصيص النور: لو كلَّ مقتدرٍ فينا، كفل طفلاً وأوسع في
رزقِه، أوسعَ اللهُ لهُ في رزقِهِ، لا تنسى، داووا مرضاكم بالصدقات
البائع: لم أفهم
شبح الجهل: دعك منها، وهيا فاذهب لتفقُد والدِك المريض
هيا "يريد أن يبعده عن بصيص النور بالقوة"
بصيص النور: حين تحتضنُ هذا الطفلَ وتَرعاه سينعَمُ
والدُك بالراحةِ وسيوسِعُ اللهُ لك في رزقِك
شبح الجهل: لا تصغي لها فهي مخادعة
بصيص النور: لا تطل التفكيرَ أيها الرجلُ الطيبُ، فليس
مننا من يدري ما الذي سيحلَ به غدا، وقد يكون ابنُك أو قريبٌ لك في ذاتِ الموقفِ
وذاتِ المكانِ، فانظر إلى ما تريدُ أن يقدمَهُ الآخرون لأولادِك وابدأ بنفسك لتكونَ
قدوةً حسنة
البائع: أصبتِ يا ......
بصيص النور: "بفرح" أنا بصيصُ النور
شبح الجهل: لا تصغي لها، ما ستقدُمه لهذا الطفلِ سيحرُمك
من الجلوسِ في المقاهي والتنزهِ، هل ستحرِمُ نفسَكَ من أجل طفلٍ لا تعرفُهُ؟َ
الطفل8: "ينهض وينفض الغبار عن بنطاله
ويتحرك للمغادرة وهو يحادث نفسه" هل أجدُ في هذا السوقِ رجلاً رحيما أم
سأتابعُ البحث أكثر "يرفع يديه للسماء متوسلا" يا رب، سخر
لي من لدُنك من تُحِبُ وترضى
بصيص النور: "للبائع تحثه وتحرك ضميره" هل يمكنُ أن تجيبَ هذا الطفل؟ هيا
شبح الجهل: "للبائع" دعكَ منه وانصرف لعملِك فهؤلاء الأطفالُ لا
مكان لهم سوى الساحاتِ والشوارعِ هيا
البائع: أيها الطفلُ "يشير له ليدنو
منه"
الطفل8: "يدنو منه" نعم يا عم
البائع: أين والدك؟
شبح الجهل: "الطفل يطأطأ الرأس صامتا وشبح
الجهل يستغل صمته ويحادث البائع" سيكذب ويقول أنه ميت
البائع: هل والدك ميتٌ؟
الطفل8: "يرفع رأسه بعزة للأعلى"
لا، ليسَ ميتا
البائع: "باستغراب" ولماذا لا يرعاك إذا؟
الطفل8: انه يستبشرُ بك خيراً
شبح الجهل: أبٌ كسولٌ لا يعملُ وابن يتسكَّعْ ويطلبَ من
الرجل صدقة ويستبشرَ به خيرا، أبعدْ هذا الطفلَ عنك
بصيص النور: "تحادث البائع" هذا الطفل صدقْ، لكنك لم تفهم ما نطقْ
البائع: كيفَ؟
بصيص النور: ألم يقل الله جل من قائل: ولا تحسبن الذين
قتلوا في سبيل الله أمواتا
البائع: نعم
بصيص النور: ولهذا فوالدُ الطفل لم يمُت
البائع: لكنه قال أنه يستبشرُ بي خيراً وهذا يعني
أنه حدثه وأخبرَه بهذا
بصيص النور: بل هذا ما أخبرَنا به الله سبحانه وتعالى
حين قال جل من قائل: ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند
ربهم يرزقون مستبشرين بالذين لم يلحقوا بهم
البائع: "يقف ويصيح وقد صحا لأمره" صدق اللهُ العظيم، وأنا لن أخالف كلام الله،
لن أخذلَ الشهداءَ، أستغفر الله العظيم مما نفعله بأنفسِنا
الطفل8: هل تريدُ مني شيئاً أيها العمْ، فلا يزالُ
أماميَ الطريقُ طويلاً للتفتيش عن عمل
شبح الجهل: "يهمس في أذن البائع" دعه ينصرفْ دعه ينصرفْ
بصيص النور: بل احضِنه، ويسر له في رزقهِ كي يدرسَ
ويتعلمَ ولا يبقى جاهلا بأمور الدين والدنيا
شبح الجهل: لا تصغِ لها فهي تريد أن ترغمَكَ على الإنفاقِ
بصيص النور: هيا احضنِ الطفلَ ولا تدَع الفِرصةَ تفوتك
الطفل8: "وقد طال به الوقوف" معذرةً يا عمْ، أنت لا تجيبُني ولذا فأنا
مضطرٌ للذهابِ "يتحرك للمغادرة"
شبح الجهل: "فرحا" هيا أيها الطفلْ، اذهب إلى الساحاتِ
والشوارعِ واملأ الدنيا صياحاً، وليعمَّ الجهلُ ولينتشر، هيا
بصيص النور: "تحادث البائع" ألا تزال تفكر "البائع لا يجيب
فتحادث الطفل" لكَ اللهُ يا بني، امضِ ولا تقطع الأمل وستجدُ أناساً
خيراً ممن تركت، لن يتركوك لهذا المصيرِ الأسود
شبح الجهل: "يحادث بصيص النور باستخفاف
ويدفعها" الحقي بالطفل ولا تُريني وجهَكِ بعد اليوم
بصيص النور: قد انتصرتَ هذه المرةَ ولكنْ لن تنتصرَ في
المراتِ القادمة "تحادث البائع" أما أنتَ فامضي في صمتك "للطفل"
هيا يا بني "تمسك يد الطفل وتهم في المغادرة"
البائع: "يكف عن التفكير" توقف يا بني، كنت أفكرُ كيف سأجمعُ التجارَ
والبائعين من حولي ونكفلُكُم جمعا لا فرادى، وكيف نستطيع أن ننقذَكم من شبحِ الجهلِ
الذي يتربصُ بكم
الطفل8: لم أفهم
شبح الجهل: "يدنو من البائع ويمسكه من كتفه
ويهزه" فكرْ ملياً، لا تنفقْ نقودَك هباء، انفَقها على ملذاتِكَ
البائع: تعال إلى هنا يا بني، أنا سأكفلكَ
بصيص النور: "بفرح" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وكافل
اليتيم في الجنة كهاتين "وهي تشير بالسبابة والوسطى"
البائع: "لشبح الجهل" أما أنتَ، فلا مكانَ لك بينَنا، هيا غادرِ
المكانَ بسرعة
الطفل8: "بفرح" هل سأعملُ لديكَ، بوركت يا عم
البائع: بل أنا من سيعملُ لديك، أنتَ من سخَّرَهُ
الله لي ليُسكِنَني فسيحَ جناتهِ، تعال هنا
شبح الجهل: "باستغراب واحتجاج" ألم تكن طوعَ يميني منذ برهةٍ، ما الذي جرى؟
البائع: قد يتمكنُ الجهل منا في لحظات غادرةٍ، لكن
.........
بصيص النور: لكنَ واجبَنا ودينَنا وأخلاقَنا تحتمُ
علينا أن نتخذ المسارَ الصحيح
البائع: "وهو يحضن الطفل ويدخل المسرح
عبر الستار ومعه الكرسي" تعال معي يا بني
شبح الجهل: "وهو يهدد بصيص النور" لا تفرحي كثيرا يا بصيصَ النور، فأنا سأنتقمُ
منكم وسأتربعُ على عرش وطنِكم، وسترَين
بصيص النور: طالما كنا متمسكينَ بتعاليمِ دينِنا وأخلاقِنا
فلن تنالَ منا يا شبَح الجهل فهيا جُرَّ ذيول خيبتك وامضِ
"ستار"
4 مشهد المدرسة
" صف في إحدى المدارس وعدد من الأطفال
يشغلون نصف المقاعد وفي الركن الأيمن للمسرح يوجد كرسي كبير، وبصيص النور تدرس
الطلاب فيبدو لها شبح الجهل متلصصا فتهرع
إليه"
بصيص النور: "تدخل ومعها شبح الجهل" تعال إلى هنا لترى نهايتَك
شبح الجهل: "ساخرا يقهقه" أيُّ نهايةٍ هذهِ ونصفُ المقاعدِ شاغرة
بصيص النور: "تحادث نفسها بتعجب" أين ذهبَ باقي الطلاب، أين ذهبت شعلةُ
العلم؟
شبح الجهل: من المؤكد أنني انتصرت، أنا سأفرِغُ هذه
المدرسةَ من طلابِها وأرسلَهم إلى الطرقاتِ، إلى الساحاتِ، إلى الشوارعِ، إلى الجهلْ
بصيص النور: اقسم أنكَ لن تنجح طالما هناك طفلٌ سوري
يدرسُ ويتعلمْ
شبح الجهل: هل تعلمينَ حين سأُفرغُ هذه المدرسةَ من
طلابِها ماذا سأفعلُ بكِ؟ سأربُطك هنا على هذا الكرسي كيلا تتحركي للأبد، بينما
ننعمُ أنا وهؤلاء الأولادُ بالجهلِ
بصيص النور: وأنا سأعملُ على توثيقِكَ هنا
شبح الجهل: لنرى "يجلس على الكرسي"
هذا المقعدُ الوثيرُ لا يليقُ بكِ، لكنني سأتنازلُ عنه وأوثقُكِ هنا للأبد
الطفل9: بقي 5 دقائق على بدء الحصة الدراسية ولم
تأتِ المعلمة بعد
الطفل10: وكذلك الطلاب، عجبا، لماذا تأخروا كلَّ هذا
الوقت؟
شبح الجهل: هل تقصدون أنَ الطلابَ والمعلمة يأتون قبل
بدءِ الحصةِ الدراسية؟
الطفل10: نعم
بصيص النور: هذهِ الأخبارُ مفرحةٌ، لكنْ ما يعكرُ صفوي
سببُ تأخرِهمْ هذا اليوم
شبح الجهل: وسيتأخرونَ كل يوم، وسترين
شعلة العلم: "تدخل وبيدها شعلة العلم" عِمتم صباحاً
بصيص النور: "تهرع باتجاهها" لماذا تأخرتِ؟، قد انشغل بالي عليكِ كثيرا
شعلة العلم: كنت في مهمةٍ، فليس من المَهام السهلة
إيجادُ بيئةٍ مناسبةٍ لهؤلاء الأطفال كي ينعموا بالعلمِ وسط هذه الفوضى التي نحيا
بها جراءَ النزوح والتهجير
بصيص النور: لكن شبحَ الجهلِ كان شامتاً بنا
شعلة العلم: أينَ هو؟
بصيص النور: انهُ هناك
شبح الجهل: نعم أنا هنا "يضع رجلا فوق
الأخرى وهو يتحدث بفوقية" أنا هنا لأطلِعَ على فشلكم ولأنتشلَ هذه
الأطفال من براثنِ ما تفكرونَ به
شعلة العلم: "ساخرة" مكانُك جميلٌ ورائع
شبح الجهل: شكرا لكِ، إنها للمرة الأولى التي تقولين
فيها كلاماً يصُبُ في مصلحتي، وفي مكانتي، إنهُ اعترافٌ لا بأسَ به بفوزي عليكِ،
وعلى بصيصِ النور
الطفل11: "يدخل ومعه شعلة علم صغيرة" هاقد وصَلنا قبلَ أن يُدقَ جرسُ الحصة
شعلة العلم: أين رفاقك؟
الطفل11: يتسلحون
شبح الجهل: "يصفق فرحا" هاقد وقعتِ بالفخ يا شعلةَ العلمِ، وما دامت
الأولاد تتسلح، إذا لا مدارسَ ولا تعليم
الطفل12: "يدخل ومعه شعلة علم صغيرة" عمتم نورا وضياء
بصيص النور: وعمتَ علماً وأدباً
الطفل12: هيا يا أولاد "تدخل عدة أولاد
يحملون شعلة العلم ويدنون من شبح الجهل ويطوقونه"
شبح الجهل: إياكم والاقترابَ مني
الطفل10: ومن قال أننا سنكونُ سعداءَ بالاقترابِ منك
أيها الجهل
شبح الجهل: ابتعدوا عني إذا
الطفل11: سنبتعدُ عنكَ وللأبد
شعلة العلم: هيا يا أولاد "الأولاد يلتفون
حول شبح الجهل ثم يعودون لنرى شبح الجهل قد وثق بالحبال"
شبح الجهل: "يصيح بصوت غاضب" فكوا وثاقي
شعلة العلم: لن نصغي إليك في أيَّ شيء تقولُه وسنمضي في
دروسِنا
شبح الجهل: إذا ضعوني في سجن بعيد عن هنا
بصيص النور: قد رأينا أن خيرَ عقوبةٍ لك أن ترى أطفالَنا
وهي تحملُ شعلَة العلم وتمضي للغد بفرحٍ وسرور
شبح الجهل: لكنني أموتُ وأنا أرى العلمَ ينتشر
شعلة العلم: وهذا ما نريدهُ لك
الطفل12: يا شعلةَ العلم، هل انتهت معركتُنا
شعلة العلم: لا لم تنتهِ
بصيص النور: كيف لم تنتهِ وقد أوثقنا شبحُ الجهل
شعلة العلم: لهذا العدو آلافُ الأعوان، وهم يختفون في
صورٍ جميلة ويرتدون أزهى الثياب، ولذا
بصيص النور: لذا، ماذا؟ ماذا تريدينَ أن تقولي
الطفل10و11و12: علينا أن نكونَ مستعدين لمحاربةِ الجهلِ بكل
صورهِ وأشكالِه
شعلة العلم: هنيئا لكم
بصيص النور: وماذا علينا أن نفعلَ الآن؟
شعلة العلم: علينا أن نغادرَ لنفترق كي نلتقيَ مجددا في
مكان آخر
شبح الجهل: يا شعلةَ العلم، يا بصيصَ النور، هل من
الممكنِ أن تصغيا إلي
الطفل10: قل ما يحلو لكَ، فلن تجدَ آذاناً صاغية
الطفل11: قد حملنا شعلةَ العلم وأقسمنا أن نمضيَ بها
الطفل12: ولن نهدأ، لن نتوقف طالما هناك أعوانٌ لك
في مكان ما
شبح الجهل: لكنني أموت
شعلة العلم: وهذا شيء يفرِحُنا "تحادث
الأطفال" الوداعَ يا أحبتي
بصيص النور: هل سنلتقي مجددا؟
شعلة العلم: سنلتقي لا مَحالة، لكن علينا ألا نتوقفَ وألا
يغرَّنا انتصارُ معركةٍ فالحربُ لا تزال طويلةً، الوداع "تغادر"
بصيص النور: هيا يا أولاد، تابعوا تعليمَكم فأنتم
المستقبلُ الذي سنفخرُ به
الطفل11: شكرا لك يا بصيصَ النور
بصيص النور: العفو "تغادر"
شبح الجهل: "يتحدث بلين وقد خلا الجو له" هيا يا أولادْ، قد رحلتا، هيا فكوا وثاقي
وتعالوا نلعب ونلهُ ونقفز ونمرح، هيا
الطفل10: أنا سأساعدك
الطفل12: "يحادث الطفل10" إياكَ ومساعدتَهُ فهو غدار
شبح الجهل: هيا أيها الطفلُ الذكي، ساعدني كي أنجو
فتنجو كل أطفالِ الوطنْ من تعب الدراسةِ والعلم، هيا
الطفل10: سأساعُدك
الطفل11: لا تقتربْ منه
الطفل10: سأقتربُ منه ولن أخشاه طالما أني أحملُ
شعلة العلم "يضع له لصاقة على فم شبح الجهل فيبدأ بالتحدث بكلام غير
مفهوم وتبدأ الأطفال بالضحك"
الطفل12: وهكذا غاب الجهلُ وغاب صوتَهُ وسيعلو صوت
العلم فحسب، فنحن
"المجموعة تتقدم للمسرح وتصيح بصوت
عالي" لاجئون لا جاهلون
"ستار"
صادق أسود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق