صادق أسود |
قصيدة الانتحار
صادق أسود
سألت الناي عنك
سألت كل الطيور
والعصافير
سألت الجداول
والينابيع
والأنهار ومياهها
وسألت الغدير
سألت الحاصدين
والغلال
والكرم والتين ألف
سؤال وسؤال
سألت النار التي
قد أحترق بها
إذا لم أعيدك للجنان
الوارفات الظلال
سألت أبقراط
وأرخميدس
عن سر جاذبيتك التي
تشبه الخيال
وسألت شعراء
المعلقات وكل التحف النادرة
التي تجمعك بندرتها
كثيرة من الخصال
سألت شكسبير وابن
خلدون
كل من أبدع في وصف
الفنون
سألت بيتهوفن
وموزارت
عن سحر صوتك
الذي أفضل الموت
دونه
أو أحيا أم كمن
مسه الجنون
سألت الأمهات عن
سر الحليب الطاهر
وسألت الحسناوات
عن فتنة الضفائر
سألت اللاهي وسألت
المقامر
عن سر تعلقي بمن
تعدت البشر
وكانت ملاكاً ينشر
في الدنيا الدرر
سألت الأحجار
وشعراء المجون الفجار
وأبا العلاء
المعري شيخ الملحدين
وأبو النواس الذي
لم يكن من الأخيار
فما حظيت إلا
بجواب وحد كلمتهم
وجعلني في الدرك
الأسفل من النار
قد نعتوني بما لن
أُسمعه لأحد
ففهمت بأن بعادك
عني أشبه بالانتحار
صادق أسود
للعودة إلى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق